جمال خاشقجي : إدارة جو بايدن تستعد لنشر تقرير سري حول مقتل الصحفي السعودي
بي بي سي عربية

تستعد الولايات المتحدة لإصدار تقرير استخباراتي، رفعت عنه السرية، من المتوقع على نطاق واسع أن يدين ولي العهد السعودي بالتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن، الذي قرأ التقرير، سيتحدث “قريبا” إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويريد بايدن “إعادة ضبط” العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وقُتل خاشقجي بطريقة وحشية في القنصلية السعودية في اسطنبول. ونفى ولي العهد أي تورط له في الجريمة.
وتقول السلطات السعودية إن وفاته كانت نتيجة “عملية مارقة”، قام بها فريق من العملاء أرسلوا إلى اسطنبول لإعادته إلى المملكة.
وأصدرت محكمة سعودية أحكاما بالإعدام على خمسة أشخاص بتهمة القتل، لكن تم تخفيف هذه الأحكام إلى السجن 20 عاما، في سبتمبر / أيلول الماضي.
ماذا نعرف عن التقرير؟
قال أربعة مسؤولين أمريكيين، لوكالة رويترز للأنباء، إن التقرير الذي من المتوقع أن يصدر في وقت لاحق من اليوم الخميس سيقول إن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وافق على قتل خاشقجي و”من المرجح أنه أمر به”.
وقالوا إن وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) كانت المساهم الرئيسي في التقرير.
وتصر النيابة العامة السعودية والأمير محمد بن سلمان على أنه لا علم له بجريمة القتل، لكنه قال في عام 2019 إنه يتحمل “المسؤولية الكاملة كقائد في السعودية، خاصة أنها ارتكبت من قبل أفراد يعملون لحساب الحكومة السعودية”.
وذكرت قناة “إن بي سي نيوز” الأمريكية أن التقييم الاستخباراتي ليس جديدا، ويستند إلى عمل وكالة المخابرات المركزية الذي تحدثت عنه وسائل إعلام أمريكية على نطاق واسع في عام 2018 – ونفاه لاحقا الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
ووفقا لذلك التقييم المشار إليه، لم يكن هناك “دليل قاطع” لكن المسؤولين الأمريكيين اعتقدوا أن مثل هذه العملية كانت ستتطلب موافقة الأمير.
وقالت صحيفة واشنطن بوست التي عمل فيها خاشقجي، في ذلك الوقت، إن تقييم وكالة المخابرات المركزية استند جزئيا إلى مكالمة هاتفية أجراها شقيق ولي العهد، الأمير خالد بن سلمان، الذي كان سفيرا للسعودية لدى واشنطن وقت وقوع الجريمة.
دونالد ترامب (يسار) ومحمد بن سلمان
صدر الصورة، REUTERS
التعليق على الصورة،
فضَّل ترامب أن يتعامل مباشرة مع ولي العهد السعودي، بينما قالت إدارة بايدن إنه سيتعامل مع الملك سلمان
ويُزعم أن الأمير خالد، الذي يشغل الآن منصب نائب وزير الدفاع، اتصل بخاشقجي بأمر من شقيقه وقدم له تأكيدات، بأنه سيكون بأمان للذهاب إلى القنصلية في اسطنبول. ونفى الأمير خالد حدوث أي اتصال بالصحفي.
وفي عام 2019، اتهمت المقررة الخاصة للأمم المتحدة “أغنيس كالامارد” الدولة السعودية بـ “الإعدام المتعمد والمخطط مسبقا” لخاشقجي، ورفضت المحاكمة السعودية باعتبارها “تناقض العدالة”.
لماذا يُنشر التقرير الآن؟
يعد نشر التقرير جزءًا من سياسة جو بايدن لإعادة تنظيم العلاقات مع المملكة العربية السعودية، واتخاذ موقف أكثر صرامة من سلفه، دونالد ترامب، بشأن مواقف سعودية معينة.
كانت إدارة ترامب قد رفضت سابقا طلبا قانونيا لإصدار نسخة ترفع عنها السرية من التقرير، وركزت بدلا من ذلك على تحسين التعاون مع السعوديين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، يوم الأربعاء، إن بايدن سيتواصل مع الملك سلمان وليس مباشرة مع ولي العهد، وهو نجله ويعتبر الحاكم الفعلي للسعودية.
وقالت إن الرئيس من المقرر أن يتحدث إلى الملك، البالغ من العمر 85 عاما، للمرة الأولى منذ توليه منصبه “قريبا”، دون إعطاء وقت محدد للاتصال.
وقالت للصحفيين: “أوضحنا منذ البداية أننا سنعيد ضبط علاقتنا مع السعودية”.
وأجرت الإدارة الجديدة بالفعل بعض التغييرات الرئيسية في سياسة واشنطن في هذا الصدد، حيث أنهى الرئيس بايدن دعم الولايات المتحدة للعمليات الهجومية، التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وتجميد مبيعات الأسلحة إلى المملكة.
كيف قُتل جمال خاشقجي؟
شوهد الصحفي البالغ من العمر 59 عاما آخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في اسطنبول، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، للحصول على أوراق تسمح له بالزواج من خطيبته التركية.
وبحسب النيابة العامة السعودية، فقد تم تقييد خاشقجي بالقوة بعد صراع وتم حقنه بكمية كبيرة من المخدرات، ما أدى إلى جرعة زائدة أسفرت عن وفاته. وقالت النيابة إنه تم بعد ذلك تقطيع جثته وتسليمها إلى “متعاون” محلي خارج القنصلية. ولم يتم العثور على أشلائه.
وتم الكشف عن تفاصيل مروعة في نسخ التسجيلات الصوتية المزعومة لعملية القتل، التي حصلت عليها المخابرات التركية.
القنصلية السعودية في اسطنبول
صدر الصورة، GETTY IMAGES
التعليق على الصورة،
دخل جمال خاشقجي القنصلية السعودية في اسطنبول، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، لاستخراج أوراق الزواج
وكان خاشقجي في يوم من الأيام مستشارا للحكومة السعودية ومقربا من العائلة المالكة، لكنه فقد حظوته لديهم وذهب إلى المنفى الاختياري في الولايات المتحدة في عام 2017.
ومن هناك كتب عمودا شهريا في صحيفة واشنطن بوست، ينتقد فيه سياسات الأمير محمد بن سلمان.
في أول عمود له في الصحيفة، قال خاشقجي إنه يخشى أن يتم القبض عليه فيما يبدو أنها حملة ضد المعارضة أشرف عليها الأمير.
وفي عموده الأخير، انتقد تورط السعودية في الصراع اليمني.